اخفق مجلس وزراء الخارجية العرب امس في التوصل الى صيغة لتسوية الازمة اللبنانية وانتخاب رئيس جديد توافقي قبل التئام القمة العربية المقررة في اواخر مارس في دمشق التي باتت مهددة بالانعقاد في ظل مستوى تمثيل منخفض. واكتفى الوزراء العرب في ختام اجتماع استمر اكثر من ست ساعات، باعادة تأكيد "الالتزام بالمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية الى انجاز انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المقرر والاتفاق على اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اسرع وقت ممكن". وتصطدم هذه المبادرة بخلافات بين الغالبية النيابية والمعارضة في لبنان حول تنفيذها وخصوصا بشأن البند المتعلق بتوزيع الحصص الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية التي يفترض تشكيلها بعد انتخاب رئيس جديد للبنان. وتجنب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاجابة الصريحة عن اسئلة الصحافيين بعد الاجتماع عما اذا كان الوزراء اتفقوا على تفسير موحد للمبادرة العربية.
وقال ان "المبادرة كتبت باللغة العربية وهي واضحة"، ويتولى الامين العام للجامعة عمرو موسى "تنفيذها كخطة متكاملة".
وردا على سؤال عما اذا كانت سوريا ستوجه الدعوة لحضور القمة في حال عدم انتخاب رئيس الى حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، قال المعلم ان هذه المسألة سيتولى معالجتها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "الذي سيواصل جهوده" في لبنان.
وتقضي المبادرة العربية التي حاول الامين العام للجامعة العربية تطبيقها عبر زيارات متكررة للبنان، بانتخاب قائد الجيش العماد سليمان رئيسا توافقيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستأثر فيها الغالبية المناهضة لسوريا بالقرار ولا تتمتع فيها المعارضة القريبة من دمشق وطهران بالقدرة على التعطيل، اضافة الى وضع قانون جديد للانتخاب.
من جهته، اكد الامين العام للجامعة عمرو موسى انه اذا لم يتم انتخاب رئيس قبل القمة فان الدعوة ستوجه الى لبنان "بالطريقة المناسبة وطبقا للدستور اللبناني" الى الحكومة التي تتولى السلطة في ظل الفراغ الرئاسي.
واوضح موسى، ردا على سؤال عن مستوى التمثيل المتوقع في القمة اذا استمرت الازمة السياسية في لبنان، ان "كل الدول العربية ستشارك في القمة اما مستوى التمثيل فسيتحدد من الآن حتى موعد انعقاد القمة".
واشاد الوزراء العرب في بيانهم بأ"الجهود التي بذلها الامين العام تنفيذا للمبادرة العربية" وكلفوه "الاستمرار في هذه الجهود"، داعين "كل الدول العربية الى دعم جهوده في اتصالاتها بالاطراف اللبنانية وكذلك في اتصالاتها العربية والاقليمية والدولية". ودعا البيان "قيادات الاكثرية والمعارضة النيابية (اللبنانية) الى التجاوب مع جهود الامين العام لتنفيذ المبادرة والتوصل الى توافق في شأنها دون ابطاء، وذلك في ضوء ما تم احرازه من تقدم في لقاءات الاجتماع الرباعي السابقة"، في اشارة الى اللقاء الرباعي الذي عقد ثلاث مرات في بيروت وضم موسى والزعيم المسيحي ميشال عون رئيس كتلة "التغيير والاصلاح" النيابية ممثلا المعارضة ورئيس كتلة "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري والرئيس السابق للجمهورية امين الجميل عن الغالبية.
كذلك، دعا الوزراء العرب الى "العمل على وضع العلاقات السورية اللبنانية على المسار الصحيح وبما يحقق مصالح البلدين الشقيقين، وتكليف الامين العام البدء بالعمل على تحقيق ذلك". وربطت دول عربية محورية خصوصا مصر والسعودية بين نجاح قمة دمشق وانتخاب رئيس للبنان ما يعني ان مستوى تمثيل هذه الدول سيكون منخفضا ما لم يتم انهاء مشكلة الفراغ الرئاسي في لبنان قبل القمة. واصدر الوزراء العرب بيانا حول النزاع العربي-الاسرائيلي اكدوا فيه ان قمة دمشق تقوم بـ"مراجعة الاستراتيجية التي انتهجتها الدول العربية تجاه جهود احياء عملية السلام". واكدوا ان "استمرار الجانب العربي في طرح المبادرة العربية للسلام سوف يرتبط (من الآن فصاعدا) بقيام اسرائيل بتنفيذ التزاماتها في اطار المرجعيات الدولية الاساسية لتحقيق السلام في المنطقة".
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
للتواصل::
hawei2009@hotmail.com