رفض الرئيس محمود عباس اقتراحا تقدمت به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بعقد لقاء خلال زيارتها الحالية للمنطقة يجمعها بكل من عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. حسب ما افاد مسؤول فلسطيني وقال المسؤول الذي رفض كشف هويته امس ان «عباس وافق على عقد لقاء بعد ثلاثة اسابيع مع اولمرت، لكن بعد ان تتضح نتائج الجهود الأمريكية والمصرية لانجاز تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وبعد ان يكون العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية في الضفة وغزة قد توقف». واكد الرئيس الفلسطيني بعد ظهر امس ان لديه النية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، بعدما كان اشترط للاستجابة لدعوة وزيرة الخارجية الأمريكية للعودة الى مفاوضات السلام، التوصل الى تهدئة. وقال عباس في مؤتمر صحافي في رام الله اثر لقائه الرئيس المجري لازلو سوليوم «المفاوضات يجب ان تستأنف بالتأكيد ولكن بعد ان تحصل تهدئة». لكن الوزيرة الأمريكية اعلنت بعد ذلك في القدس قبل ان تغادر اسرائيل ان الاسرائيليين والفلسطينيين «ينوون» استئناف مفاوضات السلام التي علقها الرئيس الفلسطيني بسبب العمليات الاسرائيلية الدامية في قطاع غزة. وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني «لقد ابلغني الطرفان انهما ينويان استئناف المفاوضات وهما على تواصل لتحقيق هذا الامر».
واكدت رايس ان التوصل الى تهدئة «ليس شرطا» لاستئناف المفاوضات .
وقالت «لقد تكلمت مع الرئيس عباس ومن الواضح انه يريد الهدوء ولكنه ليس شرطا لاستئناف المحادثات».
واوضحت ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قد يجلسان معا الاسبوع المقبل «على الارجح الخميس» بحضور الجنرال الأمريكي وليام فرايزر الذي كلفه الرئيس الأمريكي جورج بوش في يناير متابعة تطبيق خارطة الطريق، وهي خطة السلام الدولية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وفي وقت لاحق، صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني «يؤكد انه لدينا النية لاستئناف عملية السلام والمفاوضات التي تقود الى انهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».
وكان عباس علق الاتصالات مع اسرائيل الاحد احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي اسفر منذ اسبوع عن 126 قتيلا فلسطينيا بينهم 22 طفلا و12 امرأة. واضاف الرئيس الفلسطيني «تحدثت اليوم مع الوزيرة (كوندوليزا) رايس وستقوم بارسال مبعوث هو (مساعدها لشؤون الشرق الاوسط) ديفيد ولش الى القاهرة حيث هناك مساع حثيثة تقوم بها مصر من اجل التهدئة».
وقال ابو ردينة ان عباس «يثمن الجهود التي بذلتها الوزيرة الأمريكية بهدف حماية عملية السلام والمفاوضات، وخصوصا تفعيل الآلية الثلاثية بخصوص خارطة الطريق واجتماع اللجنة قريبا، وتثبيت التهدئة بشكل متبادل ومتزامن وبمساعدة جمهورية مصر».
وكان عباس التقى رايس الثلاثاء في رام الله خلال جولة جديدة قامت بها الوزيرة الأمريكية في المنطقة قبل ان تلتقي في اليوم عينه رئيس الوزراء الاسرائيلي. واكد عباس ان «كل الحلول الاحادية سواء العسكرية او غير العسكرية في قطاع غزة او القدس او الضفة الغربية تتناقض مع رغبة المجتمع الدولي كما ظهرت في مؤتمر انابوليس لاجراء مفاوضات في ظل التهدئة للوصول الى اتفاق خلال عام 2008». وشدد على «الاصرار على الوصول الى اتفاق سلام خلال عام 2008، وليس لدينا بديل من السلام والمفاوضات».
واشار الى ان «الممارسات الاسرائيلية سواء في غزة او الضفة تتناقض ومفهوم المفاوضات».
<<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>><<>>
للتواصل::
hawei2009@hotmail.com